Ust. Tuanto, S.Ag
لكل شيء قى
الوجود مهمة ورسالة ينبغى ان يؤديها، للجماد رسالة وللنبات رسالة وللحيوان رسالة
وللانسان رسالة. رسالة الانسان ان يعبد الله عزّ وجلّ ويعرفه حق المعرفة, كما يقول
الله عزّ وجلّ (وما خلقت الجنّ والانس الاّ ليعبدون)
الانسان هو
المقصود من خلق السموات والارض، هذا الانسان على صغر حجمه، وعلى ضألة جسمه، وعلى
قصر عمره، الانسان بالنسبة للكون شيئ صغير صغير، نحن نعيش فى بلدة، والبلدة من
قارة، والقارة جزء من هذه الكرة المعلقة، التى نسميها الارض، والارض جزء صغير صغير
من هذه المجموعة الشمسية والمجموعة الشمسية جزء صغير صغير من المجرة التى نعيش
فيها. وهذه المجرة احدى ملايين المجرات التى يقوم عليها الكون. الكون كون كبير و
فسيح جدا, لا يعلم حدوده الاّّ الله وهو يمتدّ ويتّسع
اذن
الانسان من حيث هذا الكون، من حيث حجمه مخلوق ضئيل. ومن حيث الزمان مخلوق ضئيل، كم يعيش الانسان؟ ما
عاش الانسان الاّ قليلا جدّا بالنسبة للامّة من قبله، وللابد من بعده. ما قيمة هذا
الانسان اذن؟
قيمة
الانسان فى الشيئ الذي أودعه الله تعالى فيه. ليست فى التراب، ولا فى الطين، ولا
فى الصلصال، ولا في الحمإ المسنون، إنما في هذا السرّ، فى هذه اللطيفة الربّانية،
فى هذه الجوهرة الروحانيّة فى هذا الشيء الذى نفخه الله فيه. قال الله تعالى (...ونفخت
فيه من روحى...)
هذا هو
الانسان، حقيقة الانسان ليست هذا الغلاف، ليست هذا الجسم المكوّن، من الأجهزة والخلايا
والدم واللحم والعظام والأعصاب، لو كان الأمر أمرجسم لكان الثور أعظم من الانسان،
لكان الفيل أعظم من الانسان، فما أضخمه، وما أعظم من جسمه ؟ ولكن سر الانسان في
هذا الروح الإلهى الذى يسرى بين جنبيه! هذا هو انت أيّها الانسان، بهذا صرت خليفة
فى الأرض وعظيما فى ملكوت السماء.والله أعلم.
0 komentar:
Posting Komentar