Kamis, 06 Maret 2014



Drs. KH. Anang Azhari Alie, M.Pd.I

قال الله تعالى: ياأيها الذين آمنوا إن تتقوا الله يجعل لكم فرقانا (الانفال 29)

اي علما تفرّقون به بين الحقائق وتفصّلون به بين الحق والباطل.
عباد الله، إنّه ممّا لاشكّ فيه أنّ العلمَ شرفٌ ونورٌ وفضيلةٌ، وأنّ الجهلَ شرٌّ وبلاءٌ ورذيلةٌ، وأنّ العلمَ النافعَ مصدرُ الفضائلِ ويَنْبُوعُها وأنّ الجهلَ مَكْمَنُ الرذائلِ وبُؤْرَتُها وأنّ العلمَ أعذبُ الموَارِدِ ومَجمعُ الشوارِدِ، وأنه بالعلم النافع يتحقّق للافراد والمجتمعات بناءُ الامجاد وتشيـيد الحضارات، كما أنّه بالجهل تَـتَزَعْزَعُ الأركان ويَتَصَدَّعُ عامِرُ البُنْيَانِ ويَحِلّ الدَّمَارُ بين الإنسان. لذلك كله لِمَا للعلم من شرف المَكانة وعظيم الْمنْـزِلة، جاء دينُنا الاسلاميُّ الحنيفُ بالحثّ على العلم والترغيب فيه، والتشجيع على سلوك سبيله، وأن سلوكَ سبيلِ العلمِ النافعِ طريقٌ الى دخول الجنّة بإذن الله.

صحّ عن رسول الله صلى الله عليه وسلّم أنّه قال (من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهّل الله له به طريقا ال الجنّة) رواه مسلم من حديث ابى هريرة رضي الله عنه.   

أمةّ الاسلام! كم فى كتاب الله من الآيات الكريمة فى هذا الموضوع المُهِمِّ، ألم تقرؤوا قوله سبحانه (وقل ربّ زدنى علما)* طه 144 وقوله سبحانه (إنما يخشى الله من عباده العلماء)* فاطر 28، وقوله تعالى (قل هل يستوى الذين يعلمون والذين لا يعلمون)*المجادلة 11

كذلك كان رسول الله صلى الله عليه وسلّم  وهو المعلّم الاوّل قدوة حسنة فى هذا المجال، فجاء فى سننه القوليّة والعمليّة مايبيّن المقامَ الاسمى فى هذا الأمر العظيم. أما سلفنا الصالح_رحمهم الله_ فقد سطّروا أنصع الصّفحات وضربوا أروع الأمثلة فى الحرص على العلم، وقطعوا الفَيَافِيَ والقَفَارَ للرحلة فى طلبه، حتى خلّف ذلك العهد حضارةً علميّة متنوّعة، لم يشهد التاريخ لها مثيلا، وتبوّأت المكتبة الاسلاميّة فى شتّى العلوم والفنون أوج مكانتها، وماذلك الاّ بتوفيق الله سبحانه، ثمّ بالاخلاص فى طلب العلم، حيث لم تدنّسه الأطماع الدنيويّة والمطامح المادّية، ثمّ بالمنهج السليم والجدّ والمثابرة ممّا يتطلّب من طلاّب العلم اليوم التأسيّ والاقتداء.

أمّةَ العلم والايمان! إنّ أعظم بليّةٍ بُلِىَ بهاكثيرٌ من المسلمين اليوم، الجهل بدين الله، فهو سبب كل مشكلة، وطريق كلّ معضلة، الجاهل اذا عاش فهو غير معدود، وإذا مات فهو غير مفقود، وما عُبِدَ غيرُ الله، وما تعبّد كثير من الناس بغير شرع الله _من الطرائق والاهواء_ إلاّ نتيجةَ الجهل بجواهِر الإسلام وأصوله السامية.
وبالجملة : فكلّ شرّ وبلاء وفساد وداء في عقيدة الأمة وعباداتها وتصوّراتها وأفكارها وسلوكها، وأخلاقها_فالجهل مصدره والعِيُّ مورده، ومن أحبّ نجاته فطريق العلم سُلَّمُ الوصول لذلك بإذن الله.

وأولى العلم نريده العلم بكتاب الله، تلاوةً وحِفظا وتدبُّرا وتفسيرا، ثمّ العلم بسنّة رسول الله رواية ودراية، وتطببيقا، والعناية بالفقه في دين الله، فى العقيدة والعبادات والمعاملات ونحوها، ليكون المسلم على بصيرةٍ من أمره، كذلك العلم بلغة القرأن الكريم، اللغة العربية الفصحى.

هذا، وإنّ المسلمين اليوم لفى أمسّ الحاجة الى ان يتكوّن منهم أجيالٌ ملمّةٌ بالعلومِ المهمّةِ التي يحتاجها المسلمون، كعلم الطبّ والهندسة والاقتصاد وسواها من فروض الكفاية، ليتسنّى لهم خدمة دينهم والاستغناء عن غيرهم.
فيا أبناءَ الاسلام، وياطلبةَ العلم! وإنّما المُهِمّ فى كل علمٍ إخلاصُ العمل فيه لله وتسخيره لخدمة الدين والعقيدة والدعوة الى الاسلام من خلاله، فلعلّ أبناء المسلمين الذين يستعدّون هذه الايّام لبداية عام دراسىّ جديد، لعلهم ان يعوا هذه القضايا المهمّة فى هذه الرسالة الجليلة.

إتقوا الله عزّ وجلّ يا ابناءَ الاسلام وياطلبةَ العلم فى طلبكم! واعتنوا بالعلم الشرعىّ واسلكوا منهجه الصحيح واطلبوه من أهله الموثوقين،

وانتم أيها المدرّسون –يا من حملتهم أمانة التعليم والتربية لِفِلذات أكباد المُسلمين _إتّقوا الله منهم، واعلموا أنكم مسؤولون عنهم امام الله، فكونوا قدوة لهم وخير مثل _يحتذى فى الخُلُق والاستقامة، واعتنوا بتربيتهم تربية إسلامية صحيحة، تسير العمليّة التعليميّة والتربويّة بخطًا سليمة، فأنتم مربّون قبل ان تكونوا ملَقِّنين.

ودعوة إلى أولياء أمور الطلبة والطالبات، أن يعوا دورَهم الكبيرَ فى متابعة أبناءهم وتفقّد أحوالهم، وإيجاد العلاقة الوطيدة بين الأسرة والمدرسة او المعهد، ليتمّ التعاون البنّاء المثمر علما وعملا وتوجيها وتربية.

هذه أيها المسلمون_إشارة يسيرة فى مهمّة عظيمة، ارجو أن يكون طرحها بمناسبة بدء العام الدراسىّ الجديد حافزا لِلْهِمَمِ، وأن يعي كلّ واحد منّا دوره، ليتمّ لمجتمعاتنا المسلمة ما تصبوا اليه من عزّة ومَنْعةٍ ونصرة ومجد وقوّة_ ونرجو أن يكون العام الذهبيّ لمعهدنا هذا الميزان-حاصلا منذ حدّ الآن إلى زمان بعيد فى المستقبل.
 والله نسأل أن يرزق الجميع العلم النافع والعمل الصالح إنّه جوّاد كريم.

المفردات
مكمن الرذائل         : Pusat/tempat bersarangnya segala kehinaan
بؤرة                    : ينبوع/ مصدر/ مركز
أعذب الموارد          : Pusat referensi yang paling baik
مجمع الشوارد          :    kumpula segala hal yangluar biasa/pusat referensi
فقد سطّروا أنصع الصفحات:
 mereka telah menulis lembaran-lembaran pengetahuan yang terbaik
وقطعوا الفيافي والقفار للرحلة فى طلب العلم:
 mereka menelusuri padang pasir dan gurun dalam melakukan perjalanan menuntut ilmu
مما يتطلّب من طلاب العلوم اليوم التأسي والاقتداء"
 yang dapat diikuti oleh para pelajar sekarang
الجاهل اذا عاش فهو غير معدود، وإذا مات فهو غير مفقود:
  orang bodoh itu jika hidup tidak diperhitungkan dan jika mati dirasakan hilang (kehilangan)
دور كبير               : peranan yang besar
تفقّد                    : monitoring

0 komentar: